السلام عليكم
كيف أنتم يا أحباب.. ..
حروفي تفتقد حروفكم ..
والقلب يأنس ويرتاح بينكم..وها هو ذا ..يريد أن يبوح لكم بخاطرة عن الصبر..
..تتثاقل علي الحياة بجيوش هموهها.. فغدرات الزمان عندي حبالى يتمخضن لي بكل عجيبة!
يتولد منهن الألم مستكثرا حتى سعادتي..
وتكبر على أعتابه آهاتي فتتلبد لتشكل غيمة ماطرة أظنها ستغرقني إذا انهمرت ..
أنا لا أستسيغ طعمك أيها الألم ومع ذلك مرغمة أنا في تجرعك! تأتي هكذا لتبعثرني في تيهك.. لتحملني على جناح قسوتكْ.. لترهقني بقوة سطوتكْ.. لتجلدني بسوط قدركْ ..لتحرق جروحي بلهيب ملحك.. أنا وأنت هكذا دوما نتعارك في مستنقع آسن..
إلى أن ضقت ذرعا بك..وقررت التخلص منك..
فنفسي تظمأ للراحة..وتتوق لتسكن في أحضان البرء
..إذا أعلنت الحرب عليك أيها الألم
\
\
وتستبد بي العزيمة.. وأمتطي رأس الريح..وأتقافز فوق حصون الوجع..وأتغلب على سلطنة الدموع.. وأركب قوارب النجاة ليرسوا قاربي على برّ يدعى الصبر.. وتجدني أمسك بمفتاحه
وأرتمي بين أحضانه ..وصلت إليك أيها الصبر..وكلي أمل بعطفك.. غرست بذرتك بانتظار
أن يأتي الوقت لتأتي الشجرة ثمارها.. بانتظار أن تصبح ورقة التوت عباءة حريرية..
وسعدت وتناسيت ألامي وأنا معك ..أتوكأ على منسأتك وأهش بها على نوائب الدهر..
متمسكة بأرقى أنواعك..هما الصبر مع الرضا! فالصبر والرضا إذا ما اجتمعا معا.. يصبحان من أرقى مراتب الإيمان.. حيث قال المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
"إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن اللَّه تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط"
فيا مرحبا بالألم إذا ما أحاطته هالات من الصبر.. فالصبر هو خاتمة الآلام
وبداية الفرج بإذن الله..